تغييرات صغيرة في روتينك اليومي قد تطيل عمرك وتخفض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 10%

قد تبدو ربع ساعة إضافية من النوم أمراً بسيطاً، لكنها في الواقع قد تُحدث فرقاً كبيراً في صحتك وطول عمرك. هذا ما أكده باحثون من جامعة سيدني الأسترالية، مشيرين إلى أن تغييرات صغيرة جداً في الروتين اليومي يمكن أن تُحدث تأثيراً عميقاً على صحة الإنسان، دون الحاجة إلى خطط معقدة أو ساعات طويلة من التمارين الرياضية، بل من خلال خطوات بسيطة وسهلة الالتزام بها.
تغييرات صغيرة.. نتائج كبيرة
بحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تابعت دراسة جامعة سيدني أكثر من 60 ألف شخص على مدى 8 سنوات، وخلصت إلى أن بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن تخفض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 10%.
ومن بين هذه التغييرات:
1️⃣ النوم 15 دقيقة إضافية يومياً.
2️⃣ إضافة دقيقة ونصف من النشاط البدني المعتدل.
3️⃣ تحسين جودة النظام الغذائي من خلال تناول نصف حصة إضافية من الخضار يومياً أو تقليل اللحوم المصنعة أسبوعياً.
ويشير الباحثون إلى أنه يمكن مضاعفة النتائج بشكل أكبر إذا زادت مدة النوم إلى ساعة وربع يومياً، مع إضافة 12 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى الشديد، ورفع جودة النظام الغذائي بمقدار 25 نقطة على مقياس الجودة الغذائية (DQS)، مما قد يقلل خطر الوفاة المبكرة إلى النصف تقريباً.
ما المقصود بالنشاط البدني المعتدل؟
يرتبط النشاط البدني المعتدل عادةً بحركات بسيطة يمكن إدخالها في الحياة اليومية دون عناء.
ومن الأمثلة:
-
المشي السريع أو الجري الخفيف
-
السباحة وركوب الدراجات
-
الرقص أو لعب التنس المزدوج
-
التمارين المائية البسيطة
ويؤكد الباحثون أن الهدف ليس الاحتراف الرياضي، بل تحريك الجسم بانتظام وجعل النشاط جزءاً طبيعياً من الروتين اليومي، حتى وإن كان لبضع دقائق فقط.
ما معنى “الجودة الغذائية” أو مؤشر DQS؟
يقيس مؤشر DQS جودة النظام الغذائي بدرجة من 100 نقطة، وتعتمد على مدى توازن ما يتناوله الفرد يومياً.
فالأطعمة التي ترفع هذا المؤشر تشمل:
-
الخضروات والفواكه الطازجة
-
الحبوب الكاملة مثل الشوفان والبرغل
-
الأسماك ومنتجات الألبان والزيوت النباتية الصحية
بينما تقلل الأطعمة المصنعة مثل الهوت دوج، اللانشون، السلامي، واللحوم المعلبة من جودة النظام الغذائي وتزيد من خطر الأمراض.
ويشير الخبراء إلى أن التراكم البسيط للإضافات الصحية اليومية يمكن أن يُحدث فرقاً ملموساً مع الوقت، مثل تناول ثمرة طماطم إضافية، أو بضع شرائح من الخيار، أو ملعقة من السبانخ المطبوخة.
لماذا هذه التغييرات مهمة؟
تُظهر الدراسات السابقة أن قلة النوم أو الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة يرتبطان بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وبعض أنواع السرطان.
لكن الدراسة الجديدة من جامعة سيدني تؤكد أن دمج ثلاث عادات بسيطة معاً — النوم الكافي، النشاط البدني المنتظم، والتغذية المتوازنة — هو ما يُحدث التأثير الأكبر.
وقد أطلق الباحثون على هذا المزيج اسم SPAN، وهو اختصار لـ:
-
Sleep (النوم)
-
Physical activity (النشاط البدني)
-
Nutrition (التغذية)
الهدف من هذا المفهوم ليس الوصول إلى “جسد مثالي”، بل إحداث توازن صحي واقعي يمكن لأي شخص اتباعه دون تعقيد، إذ تعمل هذه العادات الثلاث بشكل تكاملي، وتُظهر نتائجها بمرور الوقت على الصحة، والطاقة، وطول العمر.
فربع ساعة إضافية من النوم أو بضع دقائق من المشي قد تبدو تفاصيل صغيرة، لكنها لبنات أساسية لحياة أطول وأكثر صحة.

