عالم المناعة البريطاني يحذر من خرافات تقوية الجهاز المناعي بعد كورونا

بعد جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 600 مليون شخص حول العالم نتيجة مضاعفات المرض، خاصة لدى كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، انتشرت نصائح متعددة حول تقوية الجهاز المناعي، شملت تناول فيتامين “سي”، الثوم، الكركم، والحمضيات، إلى جانب الأعشاب المختلفة.

لكن وفقًا للعالم البريطاني دانييل ديفيس، عالم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، فإن كثيرًا مما يتداول حول تقوية المناعة يعد خرافات، وقد سعى في كتابه الجديد “الدفاع عن النفس: دليل مدوّن لصحة المناعة” إلى دحضها وبيان المفاهيم الصحيحة، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

من أبرز الخرافات الشائعة، فكرة أن فيتامين “سي” يعزز المناعة؛ حيث أوضح ديفيس أن تناول كميات كبيرة من فيتامين “سي” لا يمنع الإصابة بنزلات البرد، وإنما قد يقلل مدة المرض بنسبة بسيطة لدى بعض الأشخاص، دون أن يشكل دليلاً على فعالية حقيقية. كما أشار إلى أن محاولة تقوية الجهاز المناعي بشكل عام قد تؤدي إلى مهاجمته لخلايا الجسم السليمة، ما يسبب أمراض المناعة الذاتية أو الحساسية.

وأشار ديفيس إلى أن طرق تقوية المناعة لا تناسب الجميع، إذ يتأثر الجهاز المناعي بالعوامل الجينية التي تختلف من شخص لآخر، كما أن تقوية المناعة وحدها غير كافية لمكافحة الأمراض، حيث يلعب النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة وميكروبيومات الجسم دورًا أساسيًا في دعم الدفاعات الطبيعية.

وحول المفاهيم الصحيحة، أكد ديفيس أن القلق المزمن هو العدو الأول للمناعة، موضحًا أن التوتر طويل الأمد يؤدي إلى إفراز هرموني التوتر، الأدرينالين والكورتيزول، ما يضعف نشاط الجهاز المناعي على المدى الطويل، ويزيد خطر الإصابة بالأمراض المناعية والسرطان. وأضاف أن قياس قوة الجهاز المناعي بدقة صعب، رغم استخدام عدد خلايا الدم البيضاء كمؤشر.

وأشار أيضًا إلى العلاقة بين الالتهابات واضطرابات الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مؤشرات الالتهاب في الدم قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب لاحقًا، بينما لم يتضح بعد ما إذا كان تثبيط السيتوكينات المستخدم في علاج التهاب المفاصل مفيدًا لهم.

وأوضح ديفيس طرقًا عملية لتعزيز المناعة، أبرزها تجنب القلق المزمن قدر الإمكان، الحصول على نوم كافٍ، وتحسين ميكروبيومات الجسم، مؤكداً أن هذه الخطوات تساعد الجهاز المناعي على أداء دوره بشكل متوازن وفعال.