من تحقيقات إلى حظر للرقائق.. إنفيديا تواجه ضغوطًا غير مسبوقة في الصين وسط تصاعد حرب التكنولوجيا

تواجه شركة إنفيديا الأمريكية، الرائدة عالميًا في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، سلسلة من التحديات المتصاعدة في السوق الصينية، مع فرض السلطات في بكين قيودًا جديدة على شراء الرقائق الأمريكية، في وقت يشهد تصاعدًا في حرب التكنولوجيا بين أكبر اقتصادين في العالم.
وخلال مؤتمر صحفي في لندن، صرّح جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، بأن الخلافات بين واشنطن وبكين “تتجاوز نطاق الشركات” وأن هناك “أجندات أكبر” يجري التعامل معها على المستوى السياسي، مشيرًا إلى أن الشركة مستعدة للتكيف مع أي متغيرات.
وكانت صحيفة فاينانشيال تايمز قد نقلت أن الهيئة التنظيمية للإنترنت في الصين CAC أصدرت أوامر للشركات الكبرى مثل “بايت دانس” و”علي بابا” بوقف شراء رقائق إنفيديا RTX Pro 6000D وإلغاء الطلبات الحالية، بعد أسابيع من تقارير أشارت إلى استمرار بعض الشركات الصينية في البحث عن بدائل للرقائق الأمريكية.
وتعد الصين من أهم الأسواق العالمية لإنفيديا، حيث استحوذت على نحو 13% من إجمالي مبيعات الشركة في 2024. إلا أن الرقابة الصينية الأخيرة تزامنت مع تراجع الطلب على رقائق RTX6000D المخصصة للسوق المحلية، نظرًا لارتفاع تكلفتها وضعف فعاليتها مقارنة بالبدائل المتاحة.
وفي مواجهة هذه الضغوط، رفعت إنفيديا من إنفاقها على أنشطة الضغط السياسي في واشنطن، حيث استعانت بثلاث شركات استشارية جديدة و21 لوبيًا، ليصل إنفاقها في النصف الأول من 2025 إلى 1.9 مليون دولار، وهو ما يتجاوز كامل إنفاقها في 2024.
ويرى خبراء أن الأزمة الحالية تمثل جزءًا من “حرب باردة رقمية”، حيث تحاول الولايات المتحدة الحد من وصول بكين إلى أحدث تقنيات الرقائق، بينما تسعى الصين إلى تعزيز قدراتها الذاتية وتشجيع شركاتها على تقليل الاعتماد على الموردين الأمريكيين.
ويؤكد محللون أن أي قيود إضافية من جانب الصين قد تشكل ضربة قاسية لأعمال إنفيديا، خاصة أن السوق الصينية تمثل محورًا رئيسيًا للطلب العالمي على رقائق الذكاء الاصطناعي، في ظل السباق المحموم لتطوير تقنيات المستقبل.