الصحة تصدر إجراءات صارمة للحد من الولادات القيصرية غير المبررة وتعزيز الولادة الطبيعية

أعلنت وزارة الصحة والسكان عن حزمة من الإجراءات التنظيمية الجديدة، تلزم جميع المنشآت الطبية الخاصة باتباع ضوابط محددة تهدف إلى تعزيز الولادة الطبيعية الآمنة والحد من معدلات الولادات القيصرية غير المبررة طبيًا.
وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي استنادًا إلى أحدث المعايير العالمية، وإلى الإرشادات الصادرة عن المجلس الصحي المصري، بهدف رفع جودة الخدمات الصحية المقدمة للأمهات والمواليد، والالتزام بتحسين مستوى الرعاية الطبية.
رقابة مشددة وتقارير إلزامية
ألزمت الوزارة المنشآت الطبية الخاصة بتقديم تقارير شهرية مفصلة، تشمل إجمالي عدد الولادات، ونسبة العمليات القيصرية وفقًا لنظام “روبسون”، إضافة إلى تحليل أسباب اللجوء للعملية باستخدام بيانات “البارتوجرام”، مع رصد التحديات التي تواجه الفرق الطبية أثناء التنفيذ.
معدلات قيصرية في تزايد عالمي
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات الولادة القيصرية مرشحة للارتفاع عالميًا لتصل إلى نحو 29% بحلول 2030، أي ما يقارب ثلث الولادات، وهو ما يثير تساؤلات حول التوازن بين الضرورة الطبية والإفراط في استخدامها.
مخاطر الولادة القيصرية
ورغم أن الولادة القيصرية قد تكون منقذة للحياة في بعض الحالات، إلا أنها تظل عملية جراحية تحمل مخاطر متعددة على الأم مثل: العدوى، النزيف الحاد، الجلطات الدموية، إصابة الأعضاء المجاورة كالأمعاء والمثانة، بالإضافة إلى إضعاف جدار الرحم بما قد يؤثر على الحمل المستقبلي.
أما بالنسبة للطفل، فقد يتعرض لمشكلات تنفسية بعد الولادة، أو صعوبة في الرضاعة الطبيعية، إلى جانب احتمالية حدوث إصابات عرضية أثناء العملية.
متى تكون القيصرية ضرورية؟
قد يلجأ الأطباء للولادة القيصرية في حالات مخططة مسبقًا، مثل:
-
ضيق الحوض أو كبر حجم رأس الجنين.
-
الولادة القيصرية السابقة حسب نوع الشق الجراحي.
-
الحمل بتوأم أو أكثر.
-
المشيمة المنزاحة أو الوضع المستعرض للجنين.
-
الولادة المقعدية أو إصابة الأم بأمراض القلب أو عدوى الهربس التناسلي النشط.
كما قد تكون العملية طارئة عند حدوث مضاعفات مفاجئة مثل: توقف تقدم المخاض، تدلي أو انضغاط الحبل السري، انفصال المشيمة، أو تعرض الجنين لضائقة تهدد حياته.
وبالتالي، تمثل هذه الخطوة التنظيمية من وزارة الصحة رسالة واضحة للحد من الاستخدام غير المبرر للعملية القيصرية، وتشجيع العودة إلى الولادة الطبيعية باعتبارها الخيار الأكثر أمانًا وصحة للأم والطفل متى ما توفرت الظروف الطبية المناسبة.