هيئة الإسعاف المصرية: نحو مليوني خدمة سنويًا وسلاسل إمداد مرنة لضمان الجاهزية

أكد الدكتور أحمد العزب، رئيس قطاع التشغيل بهيئة الإسعاف المصرية، أن الهيئة تقدم نحو مليوني خدمة إسعافية سنويًا، ما يعكس حجم الجهد المبذول لتغطية الحوادث والأزمات والمناسبات الكبرى، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة الضخمة لا يمكن أن تعمل بكفاءة إلا بوجود سلاسل إمداد قوية ومرنة.
جاء ذلك على هامش فعاليات مؤتمر EGY Health في دورته الخامسة، اليوم السبت، حيث أشار العزب إلى أن تكلفة تشغيل سيارات الإسعاف وصيانتها، إضافة إلى حفظ الأدوية والمستلزمات الطبية، تمثل تحديًا مستمرًا. وأوضح أن الحوادث المفاجئة تتطلب انتشار عشرات السيارات في وقت قصير، وهو ما يفرض آليات دقيقة لإعادة ملء المخزون الدوائي وصيانة السيارات بشكل دوري.
وأشار إلى أن الأطقم الإسعافية تشكل حجر الزاوية في المنظومة، لكن استمرار جاهزيتها مرتبط بقدرة الدولة على توفير خطط إمداد مرنة وسريعة تضمن الاستجابة الفورية في أوقات الأزمات والكوارث، سواء داخل المدن أو على الطرق السريعة.
وأكد أن هيئة الإسعاف واجهت تحديات استثنائية خلال أزمة غزة الأخيرة، حيث تم توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل المصابين والحالات الحرجة إلى مستشفيات شمال سيناء، مشيرًا إلى أن هذا الجهد حظي بإشادة دولية نظرًا لسرعة الاستجابة ومرونة إدارة الموارد الطبية.
وشدد العزب على سعي الهيئة لتبني أحدث الممارسات العالمية، من خلال إدخال الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتتبع حركة السيارات ومراقبة المستلزمات، وتعزيز التعاون مع سلاسل الإمداد الصحية لضمان الاستمرارية والكفاءة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية لمواجهة الزيادة السكانية والتحديات المستقبلية.
وبحسب دراسات دولية، منها مجلة The Lancet Global Health (2025)، أصبحت سلاسل الإمداد الطبية المرنة معيارًا أساسيًا لقياس جاهزية الأنظمة الصحية في مواجهة الكوارث. وأكدت أن الدول التي استثمرت في تكنولوجيا النقل الطبي وإدارة المخزون الذكي تمكنت من تقليل زمن الاستجابة بنسبة تصل إلى 40%.
كما أشار تقرير منظمة الصحة العالمية 2025 إلى أن تعزيز قدرات الإسعاف الميداني وسلاسل الإمداد في الدول النامية يمكن أن ينقذ أكثر من مليون حياة سنويًا، خصوصًا في حالات الأوبئة والكوارث الطبيعية.