فن

مهرجان الجونة يناقش انتقال الأعمال العربية إلى العالمية في جلسة “من الإنتاجات الأصلية إلى الفورمات”

نظّم مهرجان الجونة السينمائي جلسة حوارية مميزة بعنوان “من الإنتاجات الأصلية إلى الفورمات: الأعمال العربية إلى العالمية”، وذلك ضمن فعاليات المهرجان التي تركز هذا العام على تطوير صناعة المحتوى العربي وتعزيز قدرته على الوصول إلى الجمهور العالمي.

ناقشت الجلسة كيفية انتقال القصص العربية إلى الساحة الدولية، والتحديات التي تواجه صنّاع المحتوى في هذا المسار، من حيث التكييف الثقافي، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وآليات تحويل النصوص الأصلية إلى فورمات قابلة للتنفيذ في بيئات إنتاجية مختلفة.

أدار الجلسة زياد السروجي، نائب الرئيس الأول لاستراتيجية المحتوى والتطوير التجاري في Rise Studios، بمشاركة الكاتبة والسيناريست مريم نعوم، رئيسة ملتقى سيني جونة، وإرماك يازم، المديرة التنفيذية لشركة O3 ميديا في السعودية، والمنتج محمد مشيش، مؤسس ومنتج منفذ بشركة BlueBee Productions.

واستهل السروجي النقاش بطرح تساؤل حول كيفية تحويل النصوص الأصلية إلى فورمات عالمية دون فقدان هويتها، مشيرًا إلى أهمية إدارة حقوق الملكية الفكرية في هذه العملية المعقدة التي تجمع بين الإبداع والتجارة.

من جانبها، أكدت مريم نعوم أن كل عمل فني يبدأ من فكرة إنسانية أصلية تُبنى على الشخصيات، موضحة:

“عندما أبدأ الكتابة، أتعامل مع النص كأنني أكتب رواية جديدة تتناسب مع الثقافة المستهدفة، مع الحفاظ على روح القصة الأصلية التي انطلقت منها”.

أما إرماك يازم، فتحدثت عن تجربتها في تكييف الأعمال السورية والعراقية والسعودية لتتناسب مع أسواق مختلفة، مؤكدة أن الفهم العميق للثقافة المحلية والعاطفية هو مفتاح النجاح، مضيفة:

“عندما تفهم ثقافة الجمهور وتشاركهم مشاعرهم، تصبح القصة أكثر صدقًا وتأثيرًا”.

بدوره، أوضح المنتج محمد مشيش دور المنتج في هذه المنظومة قائلاً:

“اختيار الفورمات يعتمد على مدى ملاءمته للثقافة المحلية. في مصر مثلًا تنجح أعمال الدراما والجريمة لأن الجمهور المصري يرتبط بهذا النوع من القصص”.

كما تطرقت الجلسة إلى العلاقة بين الكاتب والمنتج، حيث شددت مريم نعوم على أهمية التفاهم والتفاوض دون المساس بجوهر الإبداع، بينما أشارت إرماك يازم إلى أن بعض التعديلات قد تفرضها الظروف السياسية أو الاجتماعية في بعض الدول، ما يتطلب مرونة في التعامل مع النص الأصلي.

وفي ختام النقاش، عبّرت مريم نعوم عن تفاؤلها بمستقبل الدراما العربية عالميًا، مؤكدة أن “الأعمال العربية تمتلك القدرة على المنافسة، فقط نحتاج إلى تطوير أسلوب السرد وإدارة حقوقنا الفكرية بذكاء”.

واختُتمت الجلسة برؤية مشتركة بين المشاركين مفادها أن الدراما العربية أمامها فرصة حقيقية لترك بصمتها عالميًا، بفضل تنامي الخبرات الإنتاجية والكتابية، وتزايد التعاون بين صناع المحتوى في المنطقة، ما يعزز من حضور الهوية العربية على الساحة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى