
سجلت أسعار الذهب قفزة قياسية جديدة خلال تعاملات اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، لتواصل الصعود لأعلى مستوياتها التاريخية في أسواق الصاغة المحلية، مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية وتراجع الدولار، إلى جانب زيادة الطلب المحلي على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.
ووفقًا لآخر تحديث، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – بنحو 150 جنيهًا ليصل إلى 5850 جنيهًا دون احتساب المصنعية، وهو أعلى مستوى يسجله في تاريخه بالسوق المحلية.
كما صعد سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 5014 جنيهًا، فيما ارتفع عيار 24 ليسجل 6685 جنيهًا، بينما قفز سعر الجنيه الذهب ليصل إلى 46800 جنيه بدون احتساب ضريبة الدمغة والقيمة المضافة.
ويرى خبراء السوق أن أسعار الذهب المحلية تتأثر بعدة عوامل رئيسية، أبرزها تحركات الأسعار العالمية للمعدن الأصفر، وتذبذب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، إذ يؤدي ارتفاع الدولار عادة إلى زيادة تكلفة الذهب محليًا، فضلًا عن تغيرات العرض والطلب في السوق الداخلية.
ويؤكد محللون أن المعدن الأصفر يستعيد جاذبيته الاستثمارية في ظل تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية عالميًا، خاصة مع التوترات بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب مخاوف الأسواق من إغلاق الحكومة الأميركية وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، وهو ما يدفع المستثمرين نحو الذهب باعتباره أكثر الأصول أمانًا في أوقات الأزمات.
عالميًا، كسرت أسعار الذهب حاجزًا تاريخيًا جديدًا، حيث صعدت الأوقية فوق مستوى 4300 دولار لأول مرة على الإطلاق، مدعومة بتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية. وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.8% لتسجل 4325.35 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 2.5% إلى 4304.60 دولارات عند التسوية.
ووفقًا للتقارير الدولية، ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 60% منذ بداية العام الجاري، بدعم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وتزايد مشتريات البنوك المركزية، إلى جانب التدفقات القوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، ما يعكس الثقة المتنامية في الذهب كخيار استثماري استراتيجي في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
وفي سياق متصل، رفع بنك HSBC توقعاته لمتوسط سعر الذهب للعام الحالي إلى 3355 دولارًا للأونصة، مشيرًا إلى أن الطلب القوي على الملاذات الآمنة وتراجع الدولار الأميركي من أبرز العوامل التي تدعم استمرار ارتفاع المعدن الأصفر خلال الأشهر المقبلة.
ويشير الخبراء إلى أن استمرار هذا الاتجاه الصعودي مرهون بتطورات السياسة النقدية الأميركية، ومعدلات التضخم، وحجم الطلب من الأسواق الآسيوية والعربية، ما يجعل الذهب حاليًا في مرحلة تاريخية غير مسبوقة من حيث الأسعار والإقبال الاستثماري.